الخميس، 26 مايو 2011

حركة الشعب الوحدوية التقدمية : إعادة الإعتبار للشهيد صالح بن يوسف

  
الشروق
الشروق : 25 - 04 - 2011

تونس «الشروق»: فاطمة بن عبد الله الكراي
في فضاء «بورصة الشغل» بالعاصمة، اختلطت منذ العاشرة صباحا أمس، شعارات تدعو الى الوحدة العربية والى دحر الامبريالية والى تمجيد الثورة العربية التي انطلقت من تونس... بكلمات لمناضلين صلب الحركة ومن الضيوف.
«حركة الشعب الوحدوية التقدمية» أقامت أمس مهرجانا خطابيا، تراوحت فقراته، بين الكلمات والشعر... بين السياسة والأهازيج والأغاني الملتزمة، التي توطن «الوحدة في الثورة»، ضيوف الحركة، فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية وهيثم مناع رئيس اللجنة العربية لحقوق الانسان... وعبد الحليم قنديل تفاعلوا مع أجواء هذا المهرجان الخطابي، بكلمات فيها تمجيد لثورة تونس التي أعطت النبراس لبقية أبناء الأمة ليثوروا على الدكتاتورية والرجعية والامبريالية الشهيد صالح بن يوسف كان حاضرا أيضا سواء عبر الاستذكار الذي خصته به الكلمات، أو من خلال الصور التي «تحاذت» مع صور الزعيم جمال عبد الناصر، وكذلك من خلال «الدرع» الذي حمل اسمه، اعترافا من الحركة بنضالات الزعيم... (صالح بن يوسف) وتكريما باسمه للشهداء... ولم يكن الدكتور عصمت سيف الدولة بعيدا عن كوكبة الزعماء والمفكرين حيث ذيلت صورته بما يفي المفكر والمنظر حقه...
فيما مثل الشهيد عمر المختار رمزية النضال ضد المستعمر، الذي لا تزال الأمة بحاجة الى مثل تلك البطولات... حيث كانت صورته الى جانب صالح بن يوسف...
حركة الشعب الوحدوية التقدمية تلتها في الصدارة وعلى اليافطة المعلقة، عبارة «صوت العروبة والاسلام»... الاستاذ البشير الصيد شدد في كلمته على تفكيك أوضاع تونس ما قبل وبعد الثورة، ليكشف أن الثورة في تونس، هي من صنع الشعب الذي عانى من دكتاتورية وتعسف العهدين السياسيين: بورقيبة وبن علي... أما الأستاذ خالد الكريشي فقد بين من خلال كلمته التي ألقاها في الحاضرين، أن الثورة التونسية جاءت تعبيرا عن ارادة الشعب في تصفية الاستعمار وأذياله... وقد تخللت الكلمتين الحماسيتين، للصيد وللكريشي، هتافات الحاضرين الذين جاؤوا بأعداد غفيرة، وقد رفعوا شعارات تمجد الوحدة العربية، وتؤكد على أن «فلسطين عربية»...
وكشف البشير الصيد رحلة نضالات القوميين في تونس، مستذكرا بالتاريخ، ما وقع للحركة اليوسفية من اعدامات واعتقالات... وتحدث عن توحيد القوميين... على أساس أنه أمر ايجابي... وقد تخلل هذه الفعالية، تكريم الشهداء القوميين من خلال استقبال أسرهم، من «بن يوسف» الى «د.حاتم بالطاهر»... الذي استشهد خلال ثورة تونس 2011 بالجنوب...
فاروق القدومي رئيس الدائرة السياسية ل«م.ت.ف»، وما ان أعلن عن تناوله الكلمة، حتى دوت القاعة بالتصفيق والشعارات المناصرة للقضية المركزية للعرب: فلسطين... خاصة وأن القدومي، بقي على عهد أفكاره ومرجعياته القومية العربية، في التعامل مع مستجدات القضية الفلسطينية... فهو من رفض «أوسلو» ورفض أي مفاوضات مع الكيان الصهيوني المحتل، وقد أرجع في كلمته أساس القضية الى «وعد بلفور» المشؤوم، والى الصهيونية العالمية، وقد خص الزعيم عبد الناصر بكلمات فريدة، تراوحت بين التأريخ لمواقف الرجل وبين انجازاته السياسية لما كان في السلطة... ومن بين ما استذكر القدومي، كلمة من عبد الناصر الى كوكبة من الثوار الفلسطينيين حين التقاهم، وكان القدومي من ضمنهم، حيث خاطبهم الزعيم: «سنقتسم الرغيف بيننا وبينكم» أي بين المصريين والفلسطينيين، وهنا أقام القدومي العلاقة بين فعل عبد الناصر المتبني للقضية الفلسطينية وفعل السادات ومن بعده مبارك، اللذين طعنا القضية المركزية للأمة العربية، في اشارة منه الى «كامب دايفد» وقد كان من صنع السادات وجدار غزة، الذي أقامه مبارك حصنا فولاذيا لحماية اسرائيل...
هنا اعتلت القاعة من جديد، وبصوت واحد: «فلسطين عربية... لا حلول استسلامية»...
وهنا خاطب القدومي من على منبر هذا المهرجان الذي أقامته «حركة الشعب الوحدوية التقدمية» كل التونسيين قائلا: أنتم أيها التونسيون... «يا أبطال تونس... انتم عبد الناصر»... معيدا على مسامع الجميع مقولة الزعيم جمال عبد الناصر: «ما أخذ بالقوة لن يسترد الا بالقوة».
وقد عبر المتدخلون، عن أن الوحدة العربية ليست شأنا متقادما.... بل هي حقيقة مستقبلية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق